التقمص
التقمص هي ظاهرة خروج الروح من الجسد ودخولها في جسد اخر. الفكرة مأخوذة من ان الروح خالدة والجسد فاني فبعد الموت يذهب الجسد وتبقى الروح بحاجة الى وعاء او هيكل كي تتشكل به ، والحقيقة كثير من المسلمين لا يعتقدون بهذه الفكرة مع أنني شخصيا لم أجد دلالات من ايات قرءانية تدحض الفكرة.
ان فكرة التقمص نشأت مع أولى الديانات على الأرض وتعمقت في العقيدتين الهندوسية والبوذية كما وأنها وجدت صدى رحب في فلسفة أرسطو وأفلاطون.
من الطوائف التي تعتقد بالتقمص أيضا هي الطائفة الدرزية ولهم مجتهدون فقهاء يؤكدون على حقيقتها ، أن هذه الفكرة تجعلنا في تناقض تام مع مفاهيم تكاد تكون منطقية وفق الظواهر الطبيعية من حولنا.
فلو أفترضنا جدلا بأن الفكرة غير موجودة فالسؤال الذي يطرح نفسه ماهو تفسير الحالات المتكررة لأشخاص يشعرون بأنتمائهم الى أماكن وشخوص وأجواء من المرة الأولى وبماذا نفسر تشابه الشخصيات المتكررة عبر التأريخ من حيث طريقة التفكير والنشأة والسؤال الأهم ياترى هل ان جيل واحد كافي للأختبار هذا ما اذا أفترضنا جدلا بأن الشخص فارق الحياة قبل ان يدرك العشرة سنوات !!!
لكن من منظور اخر لو سلمنا بصحة التقمص فهذا يعني بان البشرية كان عليها ان لا تتكاثر عبر الأزمان او بمعنى أدق أن الأرواح البشرية محددة رغم تعدد الأجساد !
عرضت أحدى القنوات الفضائية موضوع عن التقمص ، لكن كل الحالات التي عرضت خروج الروح من الجسد ودخولها في جسد اخر كانت نتيجة الموت بالصدمة او الفاجعة ولم تذكر أي حالة موت طبيعية ، ومن منظور باراسيكولوجي ان الروح هي بمثابة طاقة كامنة للأنسان الحي وعندما يتعرض الانسان الى حادث او قتل متعمد بحيث تحدث حالة الصدمة تخرج هذه الطاقة بشكل مفاجئ محملة بحوادث ومسلمات الصدمة وتبقى بحالة غير طبيعية وغير مستقرة في الفضاء بحيث تبحث عن وعاء او منفذ لكي تتشكل فيه فاذا ما أنولد طفل بنفس اللحظة ووجدت طاقة الصدمة الفرصة السهلة تشكلت به في نفس اللحظة وتبقى محتفظة بلحظة الصدمة وفي العقل الباطن له.
لكن هناك سؤال قد يتبادر على الذهن وهو أن هذه الحالة ليست عامة بل تكاد تكون من النوادر فلو كانت هناك ظاهرة تناسخ حقيقية لأصبحت حالة عامة ومقبولة عند الناس؟ والجواب هو أن حالات الموت بالصدمة ايضا ليست عامة وهنا عندما أوؤكد على الصدمة لا أعني حالات الموت المأساوية بالحروب والزلازل وغيرها أنما صدمة الروح لحظة خروجها وهي قد لا تتجاوز 2% من حالات الموت ، ومن جانب اخر عدم وجود دليل مادي متمثل بالمكان او الأشياء والموجودات والشخوص لا ينفي حقيقة التقمص أي اننا لو افترضنا جدلا شخص مات بالصدمة في احدى جزر المحيط الهادئ وفي نفس اللحظة دخلت طاقة الصدمة في جسد طفل انولد في ضواحي سيبريا فيحتاج الطفل الجديد بعد ان ينشأ وتخزن حادثة الموت في عقله الباطن يحتاج الى ان يمر في نفس الجزيرة ويمر على نفس الاماكن ويلتقي بشخوص كان قد ألتقى بهم في حياته الاولى لكي يستعيد الحادثة من عقله الباطن وهذه حالة تكاد تكون نادرة الا في حالة ان التقمص يكون في شخص يعيش في نفس المكان او على الاقل قريب منه ، من جانب اخر علينا أن نأخذ بنظر الأعتبار أختلاف العمر فالطفل الجديد يحمل حادثة مرت عليه وهو من أبناء جيله القديم !
ومن يدري فقد نكون قد ولدنا عبر الأزمان وبأماكن مختلفة عن أماكننا الحالية وربما يسير أحدنا في يوم ما بمكان قد سار به سابقا ويتعرف على أشياء ليست غريبة عليه ويلتقي بشخص ليس من جيله يشعر بأنه يعرفه او له معه مغامرة سابقة !!!
بشكل او باخر تبقى ظاهرة التقمص محل جدل بين المؤيد والرافض فمن جانب ليس لدينا أدلة كافية تؤكد على صحتها لكن أيضا ليس لدينا ما يؤكد نفيها.
الفلكي الروحاني سنما
|