تحضير الأرواح
موضوع جدل بين رافض ومؤيد لم ولن ينتهي بنتيجة مطلقة ، ويبقى محل بحث مستمر وتجارب ، قبل سنين كانت هذه الفكرة همي الشاغل يا ترى هل ما نقرأه بالكتب عن تحضير الأرواح صحيح وهل بالأمكان العمل بها ، وهل ان الأوينجا كما يسميها البريطانيين لعبة التحضير من خلال الأرقام والحروف صحيحة او أن البندول هو الأصح ؟ وهل بالأمكان القيام بعملية تحضير مباشرة من خلال وسيط (شخص) ممكنة ؟ حتى بدأت التجربة بنفسي ولمدة ليست قصيرة ولا أنكر بأنها أثمرت عن نتائج رائعة من حيث الكشف عن أمور ماضية وبدقة بدون معرفة الوسيط ومعرفة أمور مستقبلية أثبتت صدقها بنسب عالية.
لكنني من خلال التجارب توصلت الى نقطة مهمة في البحث وهي من ثلاثة محاور فأما أن يكون العقل الباطن المسؤل عن معرفة غيبيات الماضي والحاضر والمستقبل او أن هناك كائنات وسيطة غير مرئية تدخل في الوسيط وتكشف له الخفايا أو أن هناك روح تأتي بالفعل وتكشف عن نفسها من خلال الوسيط.
والحقيقة أجد نفسي ملزما وأعترف أن المحاور الثلاثة كلها علينا أخذها بنظر الأعتبار ، معظم علماء النفس يوعزون الحالة الى الأضطرابات النفسية او عامل الصدفة وأنا أعتقد بأنه لا هذا ولا تلك لها دخل بالموضوع ، فما علاقة الأظطرابات النفسية بكشف الستار عن خفايا وخبايا لا يعلمها الأنسان الصحيح ، اما عامل الصدفة فممكن أن يحدث بحالة او حالتين لكننا لا نستطيع ان نوعز اي تجربة الى الصدفة !
الأهم من هذا وذاك علينا أن نفهم كيف تتم عملية التحضير وهل بأمكان اي شخص ان يكون وسيط للتقبل ؟ طبعا ليس كل شخص بأمكانه ان يأخذ دور الوسيط ، فالوسيط (الذي تدخل من خلاله الروح) يجب ان يكون على أنسجام وتناغم جيد مع المعزم (الذي يستدعي الروح) ويجب ان يكون الوسط مهيأ لذلك ، يعني غرفة هادئة ومظلمة الا ضوء شمعة مع روائح لأبخرة طيبة وكتابة أوفاق وطلاسم على يد الوسيط ثم تلاوة تعزيمات معينة ، وقبلها يتم طرد العمار ، للمعلومات يجب ان يكون الوسيط مؤمن بالعملية بحيث يفسح مجالات الطاقة في هالته من حيث لا يشعر ومن ثم يحدث تناغم بينه وبين المعزم.
وقبل كل شئ يجب ان يمتلك القائمين في العمل على روح الشجاعة والثبات ، أن أي ضعف او جبن خلال العملية قد يؤدي الى نتائج سيئة على الوسيط بالذات ، أما عملية الأستنطاق يجب ان تكون بأسلوب سهل مع كافة الحرية للوسيط المشلول أنذاك بالجواب او عدمه.
من الممكن أن نعزم على روح طاهرة ويأتي العكس وهنا يكون الخلل بالمعزم اذا لم يكن على أطلاع وخبرة ، وفي هذه الحالة قد يتسبب ذلك بمئاسي كبيرة للوسيط او ربما يسبب له الأظطرابات النفسية التي يشخصها الأطباء النفسانيين بدون معرفة مصدرها.
يستوقفني في هذا الموضوع مسلسل تلفزيوني عرض في احدى حلقاته عن تحضير الأرواح ، والحقيقة أن الدراما المصرية على الرغم من قدمها وتقدمها على مستوى الوطن العربي الا انها فقيرة بالأمور الروحانية لأنها كانت ومازالت تعتمد في تفسيراتها على الأمور الدينية فقط وذلك بسبب ضعف المثقف المصري وعدم أطلاعه على علم الباراسيكولوجي الذي كان مصدر أهتمام وتجارب في العراق ولبنان.
لهذا وجدنا أفلام ذات أفكار جميلة لكنها ركيكة بمعالجة الموضوع من خلال كتاب السيناريو وأصبحت للمتلقي بمثابة خرافة او وهم كأفلام التعويذة والأنس والجن وغيرها ، في هذا المسلسل الذي يحمل عنوان (أبواب الخوف) أستطيع القول بأنه طفرة جيدة للدراما المصرية يتحدث عن حالات غير طبيعية تحدث لشخص من خلال (الأستبصار).
وفي أحدى حلقات المسلسل يتحدث الكاتب عن تحضير الأرواح ، ففي جلسة هادئة يجتمع مجموعة صديقات ويقومون بتحضير روح خفية من خلال أحدهما ، لكن القائمة على قراءة التعويذات لم تأخذ الأمر بجدية ولهذا حدث التلبس عند أضعف واحدة منهن ، وكأن الروح التي جائت رغما عنها وأخذت من عالمها فكرت بالأنتقام ، طبعا أن الحلقة فيها نوع من المبالغة المستحبة لغرض جذب المشاهد وتفاعله لكن الفكرة ثابتة اما ان تكون قادر على العمل بدون خوف وتردد او ان تغلق بابك ولا تتدخل بالعالم الأخر كي تريح وتستريح.