السنة الضوئية

قد يتسائل الكثير عن سبب أهتمامنا بهذا المقال المتواضع عن السنة الضوئية ، الواقع أننا عندما نتعمق بدراسة الكواكب والنجوم ومدى تأثيراتها على حياتنا يتوجب علينا معرفة المسافات التي تفصل بين هذه الكواكب والنجوم من جهة وبين كوكبنا الجميل (الأرض) من جهة أخرى ، وقبل أن أدخل في صلب الموضوع ، أود أن أسترسل ببعض البديهيات لكي يسهل على القارئ فهم القصد .
الواقع اننا اذا أردنا أن نقيس طول قلم الرصاص فأننا نستخدم وحدة السنتيمتر ، وأذا أردنا أن نقيس قطره سنستخدم وحدة المليمتر ، اما أذا أردنا قياس طول طائرة فسنستخدم وحدة المتر ، واذا أردنا قياس المسافة بين مدينتي برلين وبغداد فسنحتاج الى وحدة أكبر ولتكن الكيلومتر أو الميل (الميل = 1.613 كم) . هذا يعني أنه كلما كبرت المسافة أحتجنا الى وحدات كبيرة لكي نستطيع أن نعرف البعد ولكي يسهل التعامل بها ، فليس من المعقول أن نقيس المسافة بين برلين وبغداد بوحدات المتر أو السنتيمتر لكي نحصل على أرقام كبيرة جدا.
أن هذه الوحدات ما أصطلح الناس على تسميته وأعتادوا عليه لتنظيم أمورهم ومشاكلهم الحياتية .
أن المسافات في الفضاء كبيرة جدا لهذا تعتبر أكبر وحدات القياس الأرضية ليست ذات قيمة في فضاء واسع غير محدود ، لهذا أجتهد علماء الفلك في أيجاد وحدات قياس تتلائم مع كبر المسافات وبعدها بين النجوم في الفضاء.
فوجدوا بأن أفضل وحدة قياس هو ما يعتمد على سرعة معروفة للجميع وهي سرعة ضوء الشمس بالنسبة الى الأرض (300 مليون متر في الثانية) ، فلو أردنا أن نعرف سرعة الضوء في الدقيقة ضربنا الرقم أعلاه في 60 ، وأذا أردنا معرفة السرعة في الساعة ضربنا الناتج الأخير في 60 ، واذا أردنا معرفة السرعة في اليوم ضربنا الناتج في 24 ، أما اذا أردنا معرفة سرعة ضوء الشمس الذي يصلنا خلال سنة فسنضرب محصلة النتائج التي حصلنا عليها في 365 ، وعليه سنحصل على رقم يبلغ الستة ملايين الملايين من الأميال .
وبالرغم من ضخامة هذا الرقم ، ألا أننا قد نستخدم في بعض الأحيان تعبير الاف او ملايين من السنة الضوئية !
فالسنة الضوئية هي وحدة قياس المسافات في الفضاء .
وقد أدخل الفلكيون حديثا وحدة قياس أكبر تسمى الفرسخ الفلكي أو (بارسك) ، وهو وحدة تساوي 3.25 (ثلاثة سنوات ضوئية وربع السنة الضوئية) ، وهي المسافة التي يكون فيها تزيح الجرم ثانية واحدة.
اما الوحدة الفلكية فهي المسافة بين الأرض والشمس وتبلغ 93 مليون ميل.

الفلكي الروحاني سنما