الباراسيكولوجي

نعني بالباراسيكولوجي هو أستخدام الطاقات ما فوق الأدراك الحسي والعقلي ،
والخوض في عالم الميتافيزيقيا أو ما وراء الطبيعة .
والباراسيكولوجي مشتق من كلمتين (بارا) و(سايكولوجي) ، والبارا تعني القوى الخارقة أو ما وراء الطبيعة ، والسايكولوجي تعني كل ماله علاقة بالنفس البشرية.

لكن الحقيقة هي أن أغلب علماء النفس لم يعترفوا بالباراسايكولوجي كعلم ، أمثال (سيجموند فرويد) حيث يعتمد علماء النفس بابحاثهم بتفسير الظواهر المختلفة التي تصيب الأنسان على الأضطرابات النفسية و الرغبات المكبوتة وكثيرا منهم لا يعتقد بوجود حالات روحية أو غير مدركة وفق الأدلالات العلمية الملموسة .

لكن التجارب العلمية والعملية أثبتت وجود مثل هكذا حالات يمتلكها بعض الأشخاص كالأيحاء والتخاطر والجلاء السمعي والبصري وغيرها .

يعتبر الباراسيكولوجي من أقدم العلوم التي نشأت مع الأنسان البدائي ، حيث كان يشعر بقدوم الدينصورات والحيوانات المفترسة قبل مشاهدتها أو سماع صوتها .
لكن مع تطور الأنسان وتحضره بدأت هذه المهارات تقل عنده تدريجيا بسبب أرهاقات الحياة وتعقيداتها أظافة الى أهتمام الأنسان بالماديات والملموسات .

الملاحظ أن الشيوعية كانت ضد المفاهيم الروحية وأعتمدت على الأدلة العملية والملموسة لكن الدول الشيوعية بالاخص الأتحاد السوفيتي سابقا كان أول من أستخدم هذا العلم ثم أنشأ له معاهد ومدارس ، وكانت البداية في الحرب العالمية الثانية حيث كان السوفيت يجندون أشخاص ذات طاقات باراسيكولوجية للتخاطر مع جواسيس يعملون لصالحهم في المانيا النازية .

وذلك من خلال جعل الشخص المعني يعيش في حالة من الأسترخاء والتركيز فقط بالجاسوس في المانيا النازية ويمحي من فكره أي شي ممكن أن يعكر الأتصال بحيث يستطيع أن يبث له ويستلم منه المعلومات من خلال الأفكار المتبادلة بين الأثنين .

بعد ذلك وفي الحرب الباردة أنشأت الولايات المتحدة مراكز متخصصة بالأشخاص ذوي القدرات وحققت نجاحات كبيرة في تطوير المهارات الباراسيكولوجية لديهم .

في العراق أنشأت جمعية الباراسيكولوجي العراقية في ثمانينيات القرن الماضي ، وكانت تضم نخبة من مثقفي وأكاديميي العراق ، ثم أريد ألحاقها كفرع من علم النفس في جامعة بغداد ألا أنه لم يتم ذلك لأنها ليست علم نفس فقط وأنما تشمل على علوم الفيزياء وظواهر الى الأن عليها علامات استفهام .
في التسعينيات من القرن الماضي دعمت الجمعية بشكل كبير من الدولة وكان الهدف منها معرفة الأشخاص الذين يمتلكون قدرات ومواهب لغرض الأستفادة منهم في كشف المؤامرات التي من الممكن أن تحدث ضد النظام ، وقد نجحوا في أخذ عدد قليل منهم ، حيث كانت الحكومة توفر لكل شخص كل ما يريد وتوفر له بيت فخم مع حراس وله راتب شهري ومخصصات كاملة وأن لا يخرج من البيت طيلة حياته ، فقط يكرس نفسه لتطوير طاقاته ومعرفة مخبئات الأحداث .

وكانت هناك محاظرات دورية كل نهاية أربعاء من كل شهر تقام في نادي العلوية في بغداد ويحضرها خيرة مثقفي وخبراء العراق ، وكان رئيس الجمعية (الدكتور الحارث) مخول بأختيار الأشخاص المتميزين وذوي المواهب .

ليس للباراسيكولوجي قواعد ثابتة وهذا ما جعل الأشخاص منقسمين فيها بين مؤيد ورافض ، لكن نستطيع القول بأن الباراسيكولوجي يجمع بين ثلاثة علوم رئيسية وأساسية (الفيزياء ، والنفس ، والمنطق) أضافة الى علوم فرعية أخرى ، لكنه ليس هناك قسم أو تخصص جامعي لهذا العلم ، بالرغم من وجود معاهد متخصصة بدراسته ... أهم الطرائق المستخدمة في علم الباراسيكولوجي هي الأيحاء والجلاء السمعي والجلاء البصري والتخاطر والأستبصار وتحريك الأشياء وغيرها.
أصدرت جمعية الباراسيكولوجي العراقية عشرة كتب من سلسلة الباراسيكولوجي العلمية تتحدث عن تجارب حدثت وعن كيفية تطوير المهارات الباراسيكولوجية عند الأنسان ..بأمكان أي شخص تطوير مهاراته الباراسيكولوجية بالأخص من خلال الكتابين الثاني من خلال تدريب الأدراك الحسي الفائق والسادس في كيفية تطوير المهارات الباراسيكولوجية .
أضافة لذلك بأمكاننا ايضا أستخدام طرائق التركيز والنظر عن بعد وأستنشاق الألوان والأسترخاء والتأمل .